المطران بولس ثابت... رحيل رفيق النازحين المتشبِّث بالأرض

المطران بولس ثابت المطران بولس ثابت | مصدر الصورة: اسماعيل عدنان/آسي مينا

أعاد رحيل المطران بولس ثابت، راعي أبرشيّة ألقوش الكلدانيّة، معاناة مسيحيّي العراق إلى الواجهة، لا سيّما مؤمني الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، الذين خدمهم بتفانٍ ورافقهم روحيًّا في خلال سنوات التهجير القسري إبّان الاحتلال الداعشي عام 2014 وما تلاه.

ترك ثابت بصمة واضحة في خلال سنوات النزوح، وكان مع طلائع العائدين إلى كرمليس عقب تحريرها عام 2017. وتطرّق في حديثٍ سابق عبر «آسي مينا» إلى الخراب الجسيم الذي طال المنطقة وبخاصة كنيستها، حيث عثر على تمثال العذراء الشهير «موضوعًا أمام المذبح، مقطوع الرأس واليدَيْن، و"أشلاؤه" ملقاة على الأرض».

المطران ثابت مع النازحين في أحد مخيّمات عنكاوا في سنوات النزوح. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك
المطران ثابت مع النازحين في أحد مخيّمات عنكاوا في سنوات النزوح. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك

وكان البابا فرنسيس بارك التمثال في القداس الذي ترأسه في أربيل في خلال زيارته التاريخيّة العراق «بصفته رمزًا يمثّل مناطق سهل نينوى المحرَّرة، وينقل إلى العالم صورة عن الخراب الذي طال مناطقنا وكنائسنا بسبب احتلال تنظيم داعش».

البابا فرنسيس يبخّر تمثال العذراء مريم المُرَمَّم في خلال الذبيحة الإلهيّة في ملعب فرانسو حريري-أربيل في 7 مارس/آذار 2021، وإلى اليسار التمثال المريمي كما كان في العام 2017. مصدر الصورة: CNS photo-Vatican Media/Rami Albahadrey
البابا فرنسيس يبخّر تمثال العذراء مريم المُرَمَّم في خلال الذبيحة الإلهيّة في ملعب فرانسو حريري-أربيل في 7 مارس/آذار 2021، وإلى اليسار التمثال المريمي كما كان في العام 2017. مصدر الصورة: CNS photo-Vatican Media/Rami Albahadrey

وعكست صورة ثابت أمام مذبح كنيسة كرمليس مظاهر التخريب والتدمير والحرق التي أصابت بلدات مسيحيّي العراق، وأضاءت على معاناتهم في معرضٍ فوتوغرافيّ أقامه مركز فولتون شين الأبرشي للفكر والثقافة في نيويورك الأميركية بعنوان «بين النازحين»، عُرضت في خلاله صور للمسيحيين المضطهدين في العراق ونيجيريا.

المطران ثابت يطّلع على الأضرار التي لحقت بكنيسة مار أدّي بعد تحريرها من داعش. مصدر الصورة: The Chaldean Catholic Archdiocese of Erbil
المطران ثابت يطّلع على الأضرار التي لحقت بكنيسة مار أدّي بعد تحريرها من داعش. مصدر الصورة: The Chaldean Catholic Archdiocese of Erbil

أسهم ثابت عبر مكتب إعمار كرمليس في توثيق خراب البلدة، ثم في حملة إعمار كنائسها وبيوتها، ما شجّع عائلات كثيرة على العودة إليها والاستقرار فيها ومعاودة العمل في زراعة حقولها.

عُرف عن الراحل ارتباطه بأرض الآباء والأجداد ودعوته المتواصلة إلى التشبّث بالجذور. وقال في منشور على صفحته في فيسبوك، قبل أيّام من رحيله: «ستبقى دومًا أرضنا مقدّسة ما دام الإيمان محرِّكًا للإرادة والمسيح مثالنا ومركز اهتمامنا». وشدّد على دور الشباب الذين بهمّتهم «يصان التراب وتسقط المخطّطات وتنجلي الغيوم السود».

المطران ثابت يحمل الصليب الذي وُضِع في ساحة اللقاء مع البابا فرنسيس في الموصل والمصنوع من خشب كنيسة مار أدّي المحترق في كرمليس-نينوى. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك
المطران ثابت يحمل الصليب الذي وُضِع في ساحة اللقاء مع البابا فرنسيس في الموصل والمصنوع من خشب كنيسة مار أدّي المحترق في كرمليس-نينوى. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك

الجدير بالذكر أنّ ثابت نشطَ في نقل البشرى عبر مقالاتٍ عدّة تناولت ليتورجيا الكنيسة الكلدانيّة وإرثها الطقسيّ الثمين. وأسهم عبر لقاءات عدّة في إغناء وكالة «آسي مينا» وتسليط الضوء على جوانب مهمّة في حياة الكنيسة والمؤمنين.

المطران ثابت يبارك حقول كرمليس بمناسبة عيد السعانين عام 2021. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك
المطران ثابت يبارك حقول كرمليس بمناسبة عيد السعانين عام 2021. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك

ونعت البطريركيّة الكلدانيّة ثابت، معلنةً أنّ البطريرك لويس روفائيل ساكو سيترأس مراسم التشييع في ألقوش. من جانبه، قال محافظ نينوى عبد القادر الدخيل: «فقدنا قامةً دينيّة ووطنية بارزة، كرّس حياته للسلام والتعايش وخدمة الناس، وترك أثرًا طيبًا في قلوب الجميع».

المطران ثابت يصلّي مع النازحين في أحد مخيّمات عنكاوا في سنوات النزوح. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك
المطران ثابت يصلّي مع النازحين في أحد مخيّمات عنكاوا في سنوات النزوح. مصدر الصورة: صفحة المطران ثابت في فيسبوك

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته